«الإيد الواحدة متسقفش»، أو «يد واحدة لا تصفق». لطالما تأملت هذا المثل كثيرًا منذ أن سمعته لأول مرة في صغري. لا أتذكر بالتأكيد متى كانت أول مرة سمعته، لسبب بسيط وهو أنه بات يتكرر طوال الوقت تقريبًا. يتكرر في أحاديث العمل، الزواج، العائلة.. إلخ. قد يكون هذا المثل صادق تمامًا وحقيقي 100%، لك أن تقبله أو ترفضه، لكن ماذا لو كانت الحياة تُخبرنا على الدوام أنه يمكننا التصفيق بيدٍ واحدة، وينجح الأمر؟
في يومٍ عادي من أيامي التي أقضيها وحدي في سكني في القاهرة، مثل اليوم مثلًا، يمكن أن تنهار قوانين هذا المثل في عالمي كما يحدث لقوانين الفيزياء داخل ثقب أسود.
لنتأمل الأمر مرة أخرى ونسأل: لماذا نقول هذا المثل أصلًا؟ أليس المقصود هو أنه لا يمكن لفردٍ واحد القيام بكافة الأمور دون أن ينجح فيها؟ لكن ليس هذا ما يجري طوال الوقت. ففي يومٍ عادي من أيام حياتي التي أحاول لملمة أطرافها واستيعابها؛ يمكنني ببساطة أن أبدأ بالتصفيق بيدٍ واحدة حين أقوم بصنع فنجان قهوتي وإعداد فطوري، في نفس الوقت الذي قمت فيه مسبقًا بتشغيل جهاز اللاب توب ليستعد هو الآخر ليوم طويل.
ثم أقوم مثلًا بإعداد طعام الغداء في نفس الوقت الذي تقوم فيه غسالة الملابس بالقيام بعملها بغسل الملابس، التي وضعتها فيها قبل ذلك. يمكنني خلال ذلك متابعة الشيفت، وفي وقت الاستراحة الذي لا يتجاوز 10 دقائق، تنتهي غسالة الملابس من واجبها. فأقوم بإخراج الملابس منها وتعريضها للشمس في نفس الوقت الذي قمت فيها مسبقًا بتشغيل فيديو يوتيوب لوثائقيات أو أغنية تملأ فراغ الاستراحة القصيرة. المهم أنه لابد من أصوات بشرية تتردد في أفق مسكني الصغير.
روتين ويوم ليس بجديد، يمكن أن يتخلله الكثير من المهام خارج المنزل، لكن هكذا ببساطة يمكن أن تصفق يد واحدة حين تعد الغداء، وترتب دولاب الملابس، وتتابع الشيفت، ثم ينجح الأمر.
صح👌❤
إعجابLiked by 1 person