الصورة من تصويري في معرض الكتاب 2020
مررت بأيام عصيبة في نهاية العام 2019، حيث هوت على قلبي غيمة كثيفة من الحزن والقهر والغضب بسبب وفاة عمي الحبيب فجأة.. رحل أثناء افتتاح محله جديد في غمضة عين، لم أتحدث أو أكتب عن ذلك الحدث، لأنه من الأفضل أحيانًا أن نغرق ونهوى في أحزاننا، ونحترمها ونعطيها كفايتها من الصمت والبكاء والدعاء.. مررت بشهر كامل لم أستطيع فيه العمل، وواجهت بعض المشاكل في إدراك أنني أهوى أيضًا في حزني، وصدمة قلبي الذي لم يكن قد يستيقظ بعد من وفاة جدتي عام 2018.
كان شهرًا عصيبًا ختم السنة بحزن عميق، وبدأت سنة أخرى تأملت فيها أن تكون سنة مليئة بالحب والأمل والسعادة. انتظرت معرض الكتاب علّني أجد متنفسًا جديدًا، مختلفًا أستطيع من خلاله الإقبال على الدنيا مرة أخرى، ولحسن حظي أنه كان كذلك بالفعل.
صبيحة يوم الأحد الماضي، استيقظت في قريتنا الريفية الصغيرة في محافظة الدقهلية. تجهزت وحزمت حقيبتي (ظلّي)، حيث أحمل فيها اللاب توب الخاص بي (عملي كله)، وبعض المتعلقات الشخصية. في قرى الريف المصرية؛ تكون وسائل المواصلات أشبه بأحبال طرزان، لابد أن تتمسك بها وتتقافز من ميكروباص لآخر إلى أن تصل وجهتك. وصلت إلى مدينة المنصورة، ومنها إلى القاهرة، ثم نزلت عند الطريق الدائري لأستقل (ميني باص) لمدينة 6 أكتوبر، ومن حسن حظي أنه مرّ من أمام شارع العمارة التي أسكن فيها، ولم استقل تاكسيًا من الميدان الرئيسي في المدينة.
كنت قد غبت عن شقتي أكثر من شهر، عدت وابتعت بعض الحاجيات الأساسية من مأكل ومشرب، وقمت بإتمام إججراءات أخرى مثل دفع الإيجار واشتراك الإنترنت، والهاتف الأرضي. ثم أخذت استرتحة لبعض الوقت، وباشرت العمل في الشيفت المسائي.
في صبيحة يوم الاتنين، كان لديّ اليوم كله بدون عمل. استيقظت في التاسعة صباحًا، ثم قضيت بعض المشاوير الصباحية المملة، وسحبت مبلغًا من حسابي البنكي. هذا المبلغ كنت حددته مسبقًا كميزانية كاملة لمعرض الكتاب.. ميزانية ليومين شاملة الكتب والطعام ومواصلات (أوبر). وفي هذه الأخيرة، يجب أن أنوّه أن معرض الكتاب وفّر أتوبيسات خاصة تقل الناس من عدة أماكن في القاهرة إليه، وبأسعار رخيصة للغاية، لكنّي فضّلت أوبر بسبب ضيق الوقت، وحقيبة ظهري الممتلئة بالكتب، والتي تستند على ظهري الذي يعاني أوجاع أصلًا.
أثناء تخطيط الرحلة، حرصت على أحمل حقيبتين، واحدة أساسية وهي الكبيرة التي أحملها على ظهري، وأخرى «كروس»، لديها جيوب خارجية، حيث أضع فيها الكتب صغيرة الحجم، وجزء من المال في تلك الجيوب الخارجية، لأسهّل عليّ عملية الحساب (إخراج المال وإعادة الباقي) عند كاشير دور النشر. الصورة في الأسفل هي لحصيلة اليوم الأول..

في الميدان..
وصلت المعرض يوم الاثنين في حدود الثانية والنصف ظهرًا، بدأت الرحلة من قاعة رقم 1 كعادتي، حيث هناك الهيئة العامة المصرية للكتاب، والهيئة العامة لقصور الثقافة، والكثير من دور النشر التي تهمني مثل دار الشروق، الدار المصرية اللبنانية، دار دوّن وغيرها.
قابلت أصدقاء بالصدفة. أصدقاء عمل وأشخاص ما زالوا يتذكرونني تعرّفوا عليّ خلال محاضرات كنت قد ألقيتها منذ سنتين تقريبًا في مناطق مختلفة في مصر. قابلت صديق لي منذ أيام الدراسات العليا في القاهرة، منذ العام 2014 تقريبًا، قمنا بجولة في المعرض، وأعانني على كتبي الكبيرة والثقيلة التي اشتريتها.
قابلت الكاتبة والصحفية المصرية، الصديقة العزيزة «نورا ناجي» صدفة في اليوم التالي، ولأول مرة. عرفت نورا منذ أن كنا سويًا في مجلة أراجيك، في أواخر عام 2014. أعجبت للغاية برشاقة أسلوبها، وعذوبة تعابيرها، واختيارها الذكي للموضوعات التي كانت تكتب فيها. موضوعاتها دائمًا تعطي أملًا غريبًا، وتصوّر واقعًا من مكان ما. لها مقال مفضل عن الحياة في كوريا الجنوبية كما عاشتها هي هناك، ولن أنسى مقالها عن الطفل عماد الذي ألقته أمه من نافذة مستشفى طنطا بعد ولادته مباشرة وسقط على رؤوس الناس المنتظرين أمام المشفى. مقالها نُشر في اليوم التالي للواقعة، وأعطاني أملًا جديدًا، وشعرتُ بتحسن كبير لأن هناك شخص أعرفه وصل إليه، وطمأننا بأنه بخير.
لنورا 4 روايات: بانا، الجدار، بنات الباشا.. وأخيرًا رواية أطياف كاميليا. لم أقرأ بانا بعد، لكن رواية الجدار انكببت عليها وأنهيتها خلال يوم واحد. وكذلك بنات الباشا أنهيتها في يومين.. يمكن استشعار تأثر نورا بالأحداث في عالمنا في هذه الروايات، حيث تلهمها حكايات الواقع، وتحكي خاصة عن النساء والبنات اللائي لا يستطعن الحديث والتعبير عن أنفسهن. كانت أمل صدف المعرض أنني قابلتها، ووجدتها هي نورا بنفس لطفاتها وأسلوبها العذب.
قابلت أيضًا الكاتب ورئيس تحرير إضاءات، وصديقنا ومديرنا العزيز «أحمد أبو خليل» في آخر 4 دقائق تقريبًا لي في اليوم الأخير لمعرض الكتاب. صدر له كتابه الأول الذي تعرفت عليه من خلاله بعنوان «يومًا ما كنت إسلاميًا»، وللمفارقة قرأته لأول مرة في فترة استراحة ذات يوم في مكتب إضاءات في العام 2018 تقريبًا. الكتاب الآخر صدر العام الماضي، ويحمل عنوان «أوراق عشرينية»، يمكن اقتناؤه من خلال #متجر_إضاءات من هنا.
تلك اللحظات القليلة كانت كفيلة بأن تنتشلني من حزني.. لحظات شعرتُ فيها بسعادة حقيقية وسط كم كبير من الكتب والبشر. عوالم كثيرة كانت تحيط بي، كنت أهيم في المكان كما لو كنت في كوكب أو عالمًا موازيًا خارج مصر، وبعيدة عن العالم الذي أعرفه بمآسيه وأمراضه، وضغط العمل ومهام لا تنتهي. الصورة التالية لكامل مشترياتي من معرض الكتاب 2020، حيث أهداني المركز القومي للترجمة مقلمة مكتب تحمل الشعار الخاص بالمركز ( أعلى مجموعة الكتب وسط الصورة).

القائمة التالية تشمل عناوين الكتب، أسماء المؤلفين، والأماكن التي اشتريتها منها:
أولًا: المركز القومي للترجمة
1. جسد متألم: صنع العالم وتفكيكه، إلين سكاري.
2. مصر التحرير، كلود جيبال، تانجي سالون.
3. مختارات من الأدب القصصي الألماني.
4. ماذا يخبئ المستقبل للعالم؟، ريتشارد ن. كوبر – ريتشارد لايارد.
5. هل نحن جميعًا خبراء علميون الآن؟، هاري كولينز.
6. أخلاق العمل المهني: كيف تكون عادلًا في عالم معقد ثقافيًا؟، ريتشارد روسن.
7. العلم والفرضية، لاري لودان.
8. مناخ ما قبل التاريخ، ويليام جيمس بوروز.
9. ميتافيزيقا الجُسيمات: دراسة نقدية لواقعية ما دون الذرة، بريجيته فالكينبورج.
10. الكون والفساد، أرسطو طاليس.
11. لماذا التطور حقيقي؟ جيري كوني.
12. بيولوجيا السلوك الديني، جي. ر. فيرمان.
ثانيًا: آفاق للنشر والتوزيع
1. العقل والمادة، برتراند راسل.
2. آمال جديدة في عالم متغيّر، برتراند راسل.
ومن ترجمة د. أحمد سمير سعد 3 كتب:
1. العقل والمادة، إرفين شرودونجر.
2. طبيعة العالم الفيزيائي، سير آرثر ستانلي إدنجتون.
3. فلسفة العلم الفيزيائي، سير آرثر ستانلي إدنجتون.
ثالثًا: الهيئة المصرية العامة للكتاب ومكتبة الأسرة
1. عظماء الكم العشرة، شيلا جونز.
2. ما وراء الكتابة: تجربتي مع الإبداع، إبراهيم عبد المجيد.
3. رواية الجحيم، هنري باربوس.
4. فئران ورجال، جون شتاينبك
5. بعض من ذكريات، د. عمرو عبد السميع.
6. العلاج بالفن، لوسيل بروكس.
7. فلاسفة الأندلس: سنوات المحنة والنفي والتكفير، عبد الرشيد محمودي.
8. التصحر واستعمالات الأراضي في مصر الجديدة، د. صلاح أحمد طاحون.
9. الذاكرة الحضارية: الكتابة والذكرى والهوية السياسية في الحضارات الكبرى الأولى، يان أسمن.
10. الفضاء الإلكتروني والعلاقات الدولية، د. عادل عبد الصادق.
11. كتب لطه حسين (جنة الشوك، خواطر).
رابعًا: مؤسسة بتانة
كتب للأستاذ محمود عبد الرزاق جمعة
1. #عزيز_المحرر
2. الأخطاء اللغوية الشائعة
خامسًا: الدار المصرية اللبنانية
1. غرفة المسافرين، عزت القمحاوي.
2. رجال غسان كنفاني، عمرو العادلي.
3. المقاعد الخلفية، نهلة كرم.
4. فجر الإسلام، أحمد أمين.
5. كل شيء هادئ في القاهرة، محمد صلاح العزب.
6. الصحافة الإلكترونية: دراسات في التفاعلية وتصميم المواقع، أ.د. شريف درويش اللبان.
سادسًا: الكتب خان
1. ناس وأماكن، عادل عصمت.
2. أيام النوافذ الزرقاء، عادل عصمت.
3. في أثر عنايات الزيات، إيمان مرسال.
سابعًا: التقدم العلمي للنشر
1. الحتمي: فهم القوى التكنولوجية الـ 12 التي ستشكل مستقبلنا، كِفين كِلّي.
2. ما تريده التكنولوجيا، كِفين كلّي.
3. الكون الأنيق، براين جرين.
4. دليل مراقب القمر، بيتر غريغو.
ثامنًا: دار الشروق
1. تشي جيفارا، سيرة مصوّر، ترجمة: د. أحمد خالد توفيق رحمه الله
2. عازفة الكمان، أسامة غريب.
3. سامحيني يا أم ألبير، أسامة غريب.
تاسعًا: دار دوّن للنشر والتوزيع
1. الإعلامية، نوران سلام.
2. رواية DNA، نوران سلام.
عاشرًا: مركز المحروسة للنشر
1. جوائز للأبطال، أحمد عوني.
2. تلاوات المحو، مصطفى منير.
ثم أخيرًا رواية واحدة من سما للنشر والتوزيع بعنوان «نادر فودة 5»، لمذيع الراديو المفضل لديّ «أحمد يونس». اقتنيت كذلك كتابين من المركز الثقافي للكتاب من المغرب، للباحث والكاتب المغربي «محمد المعزوز». الكتاب الأول هو رواية بعنوان «بأي ذنب رحلت»، والثاني بعنوان «الجمال: مدخل إلى الإلهيات والطبيعيات».
رأيان حول “رحلتي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2020: خروج من حالة حزن، وصدف سعيدة”