همهمات ليلية.. هي سلسلة تدوينات أو خاطرة قصيرة، باللغة العربية الفصحى أو العامية، ناتجة عن حديث نفس في الواحدة صباحًا بعد منتصف الليل. أسميتها «همهمات» لأنها همهمة وهمس وحديث دائر بيني وبين نفسي في لحظات تأمل وصمت ليلية، فريدة.
في فيلم «Soul»، الحاجة العظيمة اللي افتتحت بيها السنة الجديدة، واللقطة العظيمة اللي كان واقف قدام النادي اللي عزف فيه مع العازفة الشهيرة (في قصة الفيلم) دورثي -على حسب ما انا فاكرة الاسم-، قالها فيما معناه:
– إنها كانت أمسية رائعة للغاية، إيه اللي هيحصل بعد كده؟
* قالت له ولا حاجة، هتيجي بكرة وتعزف وهكذا كل يوم..
– ساعتها قالها إنه سعى طوال حياته للحظة دي، المفروض كنت أشعر بشعور مختلف.. فقالت له على قصة السمكة»..
اللقطة دي وقفتني فعلًا، وأعادت إلى ذهني شعور ينتاب المرء دايمًا بحب اسميه «الجوع للأشياء»، ودا معناه إن رغبتنا القوية في الحصول على شيء ما وسعينا من أجله؛ هي حالة أشبه بالجوع، ولما بتحصل.. للأسف، بمرور الوقت بتبقى شيء روتيني عادي جدًا، شبعنا خلاص.. حتى فرحتنا بيه بتختفي وبيبقى إنه آه تمام، إنجاز وعملناه وشكرا على كده..وللأسف دا اللي بيحصل طول الوقت ومع كل التجارب -على الأقل معايا- إني دايمًا لما بكون في مرحلة ما بجهز لشيء جديد، بكون مبسوطة والأدرينالين متفجر فيا والأفكار تتطاير في مخي، بمجرد ما بيحصل، بيروح البريق وتهدأ الأمور.. وأوقات بكون عايزة أتخلى عن الشيء دا أصلا.. لذا فإن رحلة الجوع -رحلة السعي نفسها- هي الشيء الممتع فعلا، مش الحاجة اللي حصلنا عليها مهما كانت حلوة وفريدة.. ودا ينطبق على كل حاجة، بدءًا من شغل جديد، لسكن، لمقابلة شخص ما، سفر، زيارة مكان جديد… وهكذا.