معرض القاهرة الدولي للكتاب 2021 – تصويري بتاريخ 3 يوليو/ تموز
مثل كل عام، تكون زيارتي لمعرض الكتاب على جولتين. فوفقًا للخطة التي أضعها ضمن استعداداتي لزيارة المعرض، تكون الزيارة لمرتين في يومين مختلفين -أو في عدة أيام مختلفة- استراتيجية ناجحة للتجوّل في كل صالات المعرض تقريبًا. وما يجعل هذه الاستراتيجية قابلة للتنفيذ هو توفر وسائل المواصلات الدورية من أماكن مختلفة في القاهرة، حيث يسهل الوصول للمعرض، وفي جولتي هذا العام رأيت حافلات تابعة لهيئة النقل العام مكيّفة ومميزة باللون الأخضر والأصفر، و«روت ماستر» (حافلة ذات طابقين)، لم أشاهدهم العام الماضي، إذ كانت الحافلات العادية الزرقاء والحمراء المكتضة.

كان من المفترض أن تبدأ رحلتي من منزلي لميدان الجيزة، ومن ثم لمعرض الكتاب بواسطة الحافلات المنتظرة في الميدان، لكنني خفت أن أذهب لمكان خاطئ -خاصة أنني لم أذهب للميدان من قبل- ويحدث أي طارئ يؤخرني عن الذهاب مبكرًا للمعرض، لأنني مضطرة للعودة إلى منزلي قبل الرابعة عصرًا، لذا كانت رحلة الذهاب بسيارة أوبر.
وصلت بوابة المعرض عند العاشرة والنصف صباحًا، ووقفت في طابور طويل أمام بوابة الدخول، حيث يتم التأكد من التذكرة لكل زائر عبر «الباركود» المخصص فيها (لا تشارك تذكرتك عبر الإنترنت حتى لا يحصل عليها شخص آخر). رغم أن الطابور كان طويلًا، لكن استغرق الأمر 20 دقيقة حتى دخلت لساحة المعرض، ووصلت صالة 2 في الحادية عشرة صباحًا.
ميزة الوصول مبكرًا أنه لا يوجد زحام داخل المعرض، فأنا كنت أتجوّل في الصالات شبه فارغة، وبعض دور النشر كنت أقف أمام الكتب فيها وحدي. وهذا جيد تجنبًا للزحام، ومحاولة قدر الإمكان لألاّ أصاب بأي عدوى أو إنهاك في الصحة، وأيضًا إذا كنت تخطط لاقتناء كتاب ما من دار نشر معينة، فيمكنك الحصول على الكتاب قبل نفاده.
الصالات من الداخل مجهّزة بنظام تكييف مركزي يمكنك الشعور بتأثيره من خلال برودة المكان فور دخولك. لا أدري هل كان الحرّ شديدًا في الخارج ليجعل أي نسمة هواء باردة ملحوظة والإحساس بها كنعمة وهدية سماوية قوية، أم أن المكان تم تجهيزه فعلًا بنظام مركزي جديد وقوي؟

بدأت التجول من صالة/قاعة 2 من المركز القومي للترجمة، وانتهيت بالهيئة العامة للكتاب. مررت سريعًا على دور النشر في صالة 1 و2 فقط، واقتنيت بعض الكتب، لكن فجأة لم تساعدني قدماي على الوقوف، وأصبت بألم بالغ في ركبتاي وقدماي -رغم انتعالي حذاءً مريحًا، وأمارس الرياضة باستمرار- عجزت تقريبًا عن الحركة لمدة دقيقة، ثم خرجت خارج الصالة وانتظرت في الساحة لنصف ساعة.
لم أستطع العودة مرة أخرى للصالات، وقطعت زيارتي -التي استمرت ساعتين فقط-، وصعدت في أول أوتبيس متّجه لميدان الجيزة من أمام المعرض، ومن ثم استقليت سيارة أجرة إلى منزلي في أكتوبر. الحوادث التي تقع لي في أول يوم زيارة للمعرض ليست جديدة، هي تقريبًا طقس أساسي كل عام. كل عام لابد أن يحدث أي طارئ -رغم كل الاحتياطات- وأقطع زيارتي وأعود سريعًا. لهذا دائمًا أفضّل الزيارة الثانية.
من الإيجابيات هو وجود حمامات خارجية مبنيّة ومجهّزة مقارنة بالوضع العام الماضي، إذ كانت أشبه بحمامات مؤقتة. كذلك وجود مسجد، وأماكن مظللة لمحلات وكافيهات لبيع الطعام والشراب والانتظار خارج الصالات تمامًا في باحة المعرض. الجيد أيضًا أنه يمكن لأي شخص الجلوس والانتظار في أي مكان دون أن يضطر لشراء أي شيء من المكان. جلست في سيلنترو أمام صالة 3 أرتاح من ألم ساقيّ، وكان بحوزتي مياه وعصائر مختلفة، وتناولت بعضهم وجلست لنصف ساعة دون أن يحدثني أي من العاملين في المكان بأن ذلك ممنوع، أو لابد أن أشتري من المكان.

إذا كنت سأتحدث عن السلبيات في تلك الزيارة، فهو الدخول من بوابة واحدة التي سمحت بوجود تجمّع وزحام، وطابور انتظار. الجيّد أن الساحات أمام البوابات الخارجية تم تظليلها بنصب مظلّات خففت أشعة الشمس المباشرة، وسُمح للباعة ببيع المياه والكمامات، والتذاكر كما حجزتها من الموقع الخاص بالمعرض فهي مجانية تمامًا.

نتيجة تلك الزيارة الخاطفة؛ اقتنيت القليل من الكتب، لم أتجاوز بها سوى جزء بسيط من ميزانية المعرض؛ سأشارك عناوينها كالآتي:

المركز القومي للترجمة: صالة 2 – B5
- طفل فوق القمر – هيوا قادر، ترجمة: خيرية شوانو.
- شجون نختار أن نحيا فيها – دوريس ليسنج، ترجمة: سهير صبري.
- من الشاطئ الآخر: طه حسين | كتابات طه حسين بالفرنسية، جمعها وترجمها: عبد الرشيد الصادق محمودي.
- المقالة العلمية في عصر الرقمنة – جون ماكنزي أوين، ترجمة وتقديم: حشمت قاسم.
- الحقيقة والأكاذيب في قضايا الصحة العامة: ماذا يصيبنا عندما يصطدم العلم بالسياسة؟ – ماديلون لوبين فينكل، ترجمة: أحمد زكي أحمد.
- التفسير الإبداعي للأحلام – ستانلي كربنر وجوزيف ديلارد، ترجمة: أيمن عزام.
- صورة المرأة في العصور القديمة – إفريل كاميرون وإميلي كوهرت، ترجمة: أمل رواش.
أهداني المركز هدية مع الكتب مثلما يفعل كل عام -لسبب لا أعرفه فعليًا- لكنني محظوظة بالكتب والهدايا على حدٍ سواء. هدية العام الماضي كانت مقلمة مكتب عبارة عن شعار المركز، وهدية هذا العام هي حقيبة قماشية متوسطة الحجم أنقذتني فعليًا في الجولة، إذ حملت بها جزءًا من الكتب.
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي: صالة 2 – B7
- كتاب العلوم الأكثر عجباً بالنماذج المجسمة – مغامرة اكتشاف ثلاثية الأبعاد من جاي يونغ بالاشتراك مع متحف العلوم، لندن. ترجمة: هبة العتيقي.
آفاق: صالة 1 – B54
- الفلسفة الخالدة – ألودس هكسلي، ترجمة: د. أحمد سمير سعد
نهضة مصر للنشر: صالة 1،2،3
- مصريات عربية: حكايات وملامح من تراث مصر العربية – د. رضوى زكي.
الهيئة المصرية العامة للكتاب: صالة 1
- قصة أطفال بعنوان “عصفور ولد بلا أجنحة” – تأليف ورسوم: عدلي رزق الله
- الدين والتصور الشعبي للكون: سيناريو الظاهر والباطن في المجتمع القروي المصري – تأليف وترجمة: السيد الأسود
الكتب خان: صالة 2 – B8
- رواية جنازة السيدة البيضاء – عادل عصمت (نسخة موقّعة).
دار كتاب: صالة 2 – B54
- لماذا يحب الرجال العاهرات – شيري أريجوف، ترجمة: هدير القصاص
الجميل في كل دور النشر هي وجود خصومات تصل لـ 40 – 50%، تختلف نسبة الخصم من كتاب فردي إلى مجموعة كتب. كذلك توجد خصومات خاصة لفئات متنوعة مثل من الطلاب وأصحاب الهمم، والصحفيون وغيرهم، حسب القائمة التي تخصصها الدار.
سأكتب خلال الأيام القادمة ترشيحات كتب، ومراجعات سريعة للكتب التي اقتنيتها حتى الآن، إلى أن أقوم بالجولة الثانية يوم 10 يوليو، والتي أتمنى أن تكون أكثر متعة، وخالية من الحوادث.
يمكنك قراءة هذه النصائح قبل الذهاب للمعرض، والاطلاع على هذا الملف من معرض الكتاب يوضح أماكن دور النشر.
أخبروني عن تجربتكم في المعرض هذا العام إذا كنتم حظيتم بفرصة لزيارته، وما هي خطتكم، والكتب التي تنوون شراءها؟
رأي واحد حول “رحلتي لمعرض الكتاب 2021 | الجولة الأولى السريعة”