والآن لو أن كل تلك الأجسام كانت في الحقيقة أصداف أسماك؛ وهي الأقرب في الشبه لذلك، وأن تلك الأجسام توجد على قمم أكبر جبال العالم؛ فإنه حجة قوية على أن الأجزاء السطحية من الأرض تعرضت لتغيرات شديدة من البداية، وأن قمم الجبال كانت في الأصل مغمورة تحت الماء، ويمكن الزّعم كذلك أن أجزاء متنوعة من قاع البحر كانت في ذلك الحين جبالًا.
— روبرت هوك، من كتاب محاضرات ومقالات عن الزلازل (1668)
لربما كانت الديناصورات من أكثر الكائنات الحية التي حيّرت الحضارة البشرية، وبحث الإنسان في تاريخها طويلًا، ووضع سجلًا يحاول فيه وصف الحياة قبل التاريخ. ويتضمن هذا السجل تاريخًا طويلًا لعصور وأزمنة سحيقة ومتنوعة وُجدت فيها أنواع غريبة وكثيرة من الكائنات الحية، لكن إذا سألنا أنفسنا عدة أسئلة كالآتي:
كيف تمكنّا من معرفة ذلك السجل بما فيه من معلومات؟ وكيف استطاعنا تصّور بيئة كاملة كانت موجودة بالفعل منذ ملايين السنين؟ أو هل كيف استطاعنا تحديد عُمر الكوكب ذاته؟
حتمًا ستكون الإجابة هي: عن طريق الحفريات القديمة التي وجدت منذ ذلك الحين وصولًا لعالمنا.
إذًا ما هي الحفريات، وكيف تنشأ؟ وبماذا تخبرنا عن عالمنا؟