صدع سان أندرياس. الصورة: Doc Searls/ فليكر/ CC BY-SA 2.0
منذ أن خُلق ووُجد هذا الكون، وكافة الأشياء والأجرام فيه في حالة حركة مستمرة. هذه التحرُّكات تختلف من جرمٍ سماوي لآخر، وفي أعماق كافة الكواكب، هناك تحركات كثيرة تحكمه وتجعله متماسكاً وصُلباً كي يستمر بقاؤه في الكون إلى أن يحين موعد فنائه.
وفي أعماق كوكب الأرض، هناك تحرّكات ونشاطات هائلة في لُبّه وأسفل قشرته الصلبة، ناتجة عن عوامل الضغط الهائل والغليان الداخلي، ووجود تيارات الحِمْل الحراري التي تعمل على تشكيله باستمرار في اليابسة والمحيط.
فمن المعروف أن الكرة الأرضية لم تكن بصورتها الحالية منذ ما يقرب من 5 مليون سنة عند نشأتها، بل وجدت آلاف التحركات والتفككات والانقسامات في القشرتين القارية والمحيطية معاً، حتى وصل الكوكب إلى هيئته الحالية. وسيستمر في ذلك التفكك على مدى ملايين الأعوام القادمة.
هذه الانقسامات خلّفت ما يُعرف بالصدوع أو الفوالق الأرضية. وفي العالم يوجد العديد من تلك الفوالق الكبيرة والهائلة جداً، والتي تشق القشرتين المحيطية واليابسة على حدٍ سواء، ممتدة لآلاف الكيلومترات؛ قاطعة بذلك قارات وبلداناً كاملة، ومُخلّفة وراءها كوراث طبيعية مُتمثلة في الزلازل والبراكين.
تعريف الصّدع أو «الفالق – Fault»
هو «كسر- Fracture» في القشرة الأرضية، يُصاحبه حركة انزلاق للصخور الموجودة على جانبيه. يحدث هذا الفالق بسبب الضغط أو الشّد الذي تسببه تحركات القشرة الأرضية باستمرار، وفي أماكن مختلفة.
واليوم؛ سنتحدث عن أكبر الفوالق والصّدوع الهائلة في القشرة الأرضية، والتي تُشكل خطراً مُباشراً على سكّان تلك المناطق الخاضعة لتأثيرها، وتلقب تلك الفوالق أو الصدوع بالفوالق الفاصلة للقارات.